تهتمّ المرأةِ بجمالها وزينتها منذ القدم، وتثبتُ الحضاراتُ القديمةُ عبرَ العالمِ ذلك، والتي اشتُهِرَت نساؤها باستخدامِ تقنياتٍ خاصةٍ للحفاظِ على البريقِ والجمال، وكانت بصمةً خاصةً بها إلى يومنا هذا، مثل الحضارةِ الفرعونيةِ القديمةِ على سبيلِ المثال، فقد اهتمّت النساءُ طوالَ الوقتِ بصبغِ الشعرِ وبالحلي والجواهرِ وزينةِ الوجه والكحلِ والعطور، بل وصنعنَ أدواتٍ تتناسبُ مع كل عصرٍ لتلبي أغراضهن، ومن طرقِ الزينةِ عندَ المرأةِ نقشُ الحناءِ على أجزاءِ الجسمِ المختلفةِ مثلَ اليدينِ والرجلينِ والأصابع.
الحناءُ
تُستَخرَجُ الحناءُ من شجرةٍ يطلقُ عليها الاسمُ ذاتُه، ويبلغُ طولُها الثلاثةُ أمتار، وتنمو في بيئةٍ حارةٍ على وجهِ الخصوص، ويكثرُ انتشارها في دولِ جنوبِ غربِ آسيا مثلَ الهند، وعربياً تنمو هذه الشجرةُ في مصر.
يتمُ جمعُ أوراقِ شجرةِ الحناءِ ثمَ تُجَفَف، وبعدها تُطحَن، لتصبحَ مسحوقاً ناعماً قابلاً للاستخدام في شتى المجالات، مثل علاجِ الجروحِ وصبغِ الشعرِ والأيدي والأقدام فيما يُعرَفُ بِ "الخضاب"، فاستعمالاتُ الحناءِ لا تقتصرُ على الجماليات، بل يمكنُ استخدامه لأغراضَ علاجيةٍ كما سبق، وترتبطُ الحناءُ بالمناسبات، فتتسابقُ النساءُ على التزينِ بها، وخاصةً استخدامها كنقوشٍ على اليدينِ والرجلينِ بشكلٍ طولي وبإبداع.
نقش الحناءُ
يتمُ الحصولُ على هذه النقوشِ عن طريقِ إحضارِ كيسٍ بلاستيكي يتمُ اختيارُ حجمِهِ بناءً على كميةِ الحناءِ المُعَدة مسبقاً، حيثُ لا تلبثُ إلّا أن تفسدَ بعدَ فترةٍ منَ الزمن، ثمَ يتمُ عملُ مخروطٍ من هذا الكيس، وإحداثُ ثقبٍ صغيرٍ في رأسه، ثمَ تتمُ تعبأةُ هذا المخروطِ بالحناء، ثم يُضغَطُ عليه وكأنهُ قلمٌ رفيعٌ لترسمَ بخفةٍ ودقةٍ وسهولة، ومنَ المفضلِ أن تمسحَ رأسَ هذا المخروط أثناءَ الرسمِ فهذا يضمنُ لكَ نظافةَ الرسمِ وترتيبه.
كما أنّكَ تستطيعُ أن تحصلَ على نقوشٍ جميلةٍ على يديكَ ورجليكَ إن استخدمتَ ورقةً مزخرفةً تحوي فراغاتٍ فيها، من ثمَ تقومُ بتعبأةِ هذهِ الفراغاتِ بعدَ أن تضعَ هذهِ الورقة ِعلى المكانِ المرادِ تزيينِهِ، وبعدَ انتهائكَ تنزعُ الورقةَ فتحصلُ على الرسومات، ويُنصَحُ بمسحِ الرسوماتِ بقطنٍ مُشبَعٍ بالزيتِ، حتى يزيدَ ذلكَ من لمعانِ وقوةِ لونِ النقوشِ وثباتِها أكبرِ وقتٍ ممكن، كما ويُنصَحُ بألّا تعرضَ زخارفكَ للماءِ حتى لا تزول، بل عليكَ أن تتركها لتجف، وتعتبرُ الحناءُ بنقوشِهِا وزخارفِهِا ورسومِهِا البسيطةِ والجميلةِ مثلَ الوشم، إلّا أنّها من موادَ طبيعيةٍ وغيرِ مضرة، ولا تحوي أي موادَ كيماوية، كما أنّها مؤقتة، على عكس الوشم الذي يضرُ بخلايا الجلد، ولا يزول إلّا بطرق مؤذية للجسم وتترك آثاراً. يجدرُ بالذكرِ أن الحناءَ منتشرٌة بينَ النساءِ الشرقياتِ عبرَ العالم، فالآسيوياتُ والهندياتُ والعربياتُ هنَ الأكثرُ إقبالاً على الحناءِ لاستخدامِهِا بتنوع.