الحفاظ على النفس
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وجعله مُستخلفاً في الأرض، وقد أمره الله تعالى بأن يحافظ على نفسه، ويجنبها مواطن السوء والمنكرات، لأن حفظ النفس مقصدٌ من مقاصد الشريعة الإسلاميّة، فالجسد والنفس وديعتان من الله تعالى، ويجب الحفاظ عليها، بأن لا يضع الإنسان نفسه في مواطن الخطر، أو أن يحاول تعريض نفسه للموت، أو إنهاء حياته بالانتحار، ففي هذا إثمٌ كبيرٌ.
كيفية الحفاظ على النفس
كي يحافظ الإنسان على نفسه، يجب أن يلتزم بعدّة أمورٍ أساسيّة، من أهمّها:
- الحفاظ على العلاقة الدينية مع الله تعالى، واستشعار قربه، وأداء العبادات من صلاةٍ، وصيامٍ، وغيرها على أكمل وجه، لأن الحفاظ على النفس يبدأ بالالتزام بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، واستشعار مراقبة في كلّ وقتٍ.
- مصاحبة الأشخاص الملتزمين، أصحاب السمعة الطيبة، والأخلاق الحميدة، الذين يمسكون بيد صاحبهم باتجاه الطريق الصحيح، والبعد عن رفقاء السوء، الذين يجرون النفس لارتكاب المنكرات، والقيام بالأعمال المشينة، والتلفظ بالألفاظ القبيحة.
- الالتزام بمبادئ الأخلاق الأساسيّة، وعدم التخلي عن مكارم الأخلاق مهما كانت الظروف، مثل: الصدق، وأداء الأمانة، والأمر بالمعروف، ومساعدة الفقير والمحتاج، وغضّ البصر، وصون أعراض الناس، والبعد عن الغيبة والنميمة، وتتبّع عورات الآخرين، وخداع الناس.
- اجتناب مواطن الشبهات، التي تجلب السمعة السيئة، وتوقعُ الشخص في المحظورات.
- الحفاظ على صحة الجسم، وذلك بالالتزام بأسلوب حياةٍ صحيّة، من طعامٍ، ونومٍ، ورعايةٍ صحية، والحرص على تناول الأطعمة المتكاملة التي تحتوي على العناصر الغذائيّة اللازمة، وشرب كميات كافية من الماء، والذهاب لزيارة الطبيب بشكلٍ دوريّ للاطمئنان على الصحّة العامة للجسم، وممارسة التمارين الرياضيّة التي تقوّي الجسم، وتمنحه القوّة الجسديّة.
- الاهتمام بالتغذية الروحيّة للنفس، بالقراءة، وممارسة الهوايات المختلفة، وأداء الأنشطة الترفيهيّة المفيدة، التي تنمي الشخصيّة، وتزرع في نفس الشخص التفاؤل وحبّ الحياة، وتجعله مقبلاً على حياته بأملٍ كبيرٍ.
- السعي في طلب العلم، وتسليح النفس بالمعلومات والمعرفة، لأنّ العلم سببٌ في قوّة النفس، وسلاحٌ منيعٌ لشقِّ المستقبل بكلِّ ثقةٍ.
- الالتزام بقواعد السلامة الأساسيّة في الحياة اليومية، مثل: تجنب السرعة الزائدة أثناء قيادة السيارة، والحذر أثناء استخدام الآلات الخطرة والأدوات الحادة، والتأكد من سلامة الطعام وصلاحيته قبل تناوله، وأخذ احتياطات الأمان، مثل: تناول الأدوية واللقاحات التي تقي من الإصابة بالأمراض.
- الحذر عند التعامل مع الأشخاص الآخرين، سواء كانوا أقارب، أم غرباء، أم أصدقاء، وعدم إعطاء السرّ لأيّ شخصٍ مهما كان قريباً، وعدم منح الثقة المطلقة لأي شخصِ، والبقاء في وضع الترقب مع الأشخاص الغرباء.