الثعلبة
تُعرّف الثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia areata) على أنّها أحد أشكال تساقط الشعر التي تحدث نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لبصيلات الشعر (بالإنجليزية: Hair follicles)، ولم يُعرف إلى الآن السبب وراء هذا الأمر، وكذلك لم يتوصّل العلماء إلى المعرفة التامة بالعوامل التي تُحفّز جهاز المناعة لمهاجمة بصيلات الشعر، وحتى لم يُعرف إلى الآن فيما إن كانت العوامل داخلية من الجسم ذاته، أم خارجية من الظروف المحيطة، أم مزيجاً من الظروف الداخلية والخارجية. وتجدر الإشارة إلى أنّ الثعلبة تُصيب الرجال والنساء على حدٍ سواء، وتنتشر في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن عشرين عاماً، ولا يمنع هذا احتمالية إصابة الثعلبة للبالغين أيضاً، وفي الحقيقة لا تُسبّب الثعلبة أية آلام أو مشاكل صحية، ولا تتسبّب في تغيّب الأشخاص عن مدارسهم أو أعمالهم، ولا تُعتبر الثعلبة مرضاً معدياً؛ إذ لا يمكن أن تنتقل من شخصٍ إلى آخر، وكلّ ما في الأمر أنّ شكل المصاب قد يبدو غير جذّاب.[١][٢]
أعراض الثعلبة
قد تظهر بعض الأعراض على المصابين بالثعلبة، ولا يُشترط ظهور الأعراض جميعها، فقد تظهر بعض الأعراض ولا يظهر بعضها الآخر، ومن أعراض الثعلبة عامةً ما يأتي:[٣]
- تساقط الشعر على شكل بقع دائرية: غالباً ما يُلاحظ الأشخاص إصابتهم بالثعلبة عند وجود كتلة من الشعر على الوسادة أو أثناء الاستحمام، ويعود الأمر إلى تساقط الشعر على شكل بقع دائرية صغيرة بحجم قطعة النقد. ومن الجدير بالذكر أنّ الثعلبة غالباً ما تُصيب فروة الرأس، ولكن هذا لا يمنع احتمالية إصابتها لشعر حاجب العين (بالإنجليزية: Eyebrow)، والرموش (بالإنجليزية: Eyelashes)، وشعر اللحية (بالإنجليزية: Beard).
- ظهور الشعر على شكل علامات تعجب: قد ينمو في بعض الأحيان شعر على حوافّ وجوانب البقع الظاهرة ليكوّن ما يُشبه علامة التعجّب.
- تفاقم مشكلة تساقط الشعر: قد يفقد بعض المصابين الشعر الخلفيّ من فروة الرأس، وقد يفقد البعض الآخر شعر الرأس كله، بينما يفقد قلةٌ من المصابين شعر الجسم كله.
- مشاكل الأظافر: في بعض الأحيان تكون مشاكل الأظافر أولى علامات الثعلبة، وفي الحقيقة يمكن للثعلبة أن تؤثر في أظافر أصابع اليدين وأصابع القدمين على حدٍ سواء، وقد يظهر تأثيرها في الأظافر على شكل انبعاجاتٍ بحجم رأس الدبوس، أو على شكل خطوط أو بقع بيضاء على الأظافر، ممّا يؤدي إلى فقدان الأظافر لمعانها وبريقها، وقد تُسبّب الثعلبة في حالاتٍ نادرة تغيّر شكل الأظفر أو فقدانه.
علاج الثعلبة
يهدف علاج الثعلبة إلى السيطرة على تساقط الشعر، ومنع تساقطه في المستقبل، بالإضافة إلى تسريع نمو الشعر في المكان الذي تساقط منه، وتجدر الإشارة إلى أنّ الخيارات العلاجية المتاحة في الثعلبة عديدة، ويجدر بالمصاب تجربة أكثر من نوعٍ وملاحظة الفرق بين العلاجات واعتماد الخيار الأكثر فعالية، وفي الحقيقة هناك بعض الحالات التي لا تستوجب العلاج أبداً، وذلك بسبب عودة الشعر للنموّ من جديد وحده دون علاج، ولكن في أحيان أخرى؛ قد يُسفر استعمال العلاجات بكافة أنواعها عن عدم امتثال المصاب للشفاء، ومن الجدير بالذكر أنّ العلاج عامةً حتى في حال نجاحه هو علاج مؤقت؛ أي يمكن أن يعود الشعر للتساقط من جديد بعد نموّه.[٤]
ومن العلاجات المتبعة في السيطرة على الثعلبة ما يأتي:[٥]
- خط العلاج الأول: تنتمي للخط العلاجي الأول (بالإنجليزية: First-line therapies) مجموعة من الأدوية، ومنها:
- حقن الكورتيكوستيرويدات داخل الآفة (بالإنجليزية: Intralesional Corticosteroids): ومن أمثلة هذه الكورتيكوستيرويدات أسيتونيد التريامسينولون (بالإنجليزية: Triamcinolone acetonide)، وغالباً ما يتم حقن هذا الدواء كل أربعة إلى ستة أسابيع، ومن الآثار الجانبية لهذه المجموعة الدوائية توسّع الشعيرات الدموية (بالإنجليزية: Telangiectasia) وضمور الجلد (بالإنجليزية: Skin Atrophy).
- الكورتيكوستيرويدات الموضعية (بالإنجليزية: Topical corticosteroids): ومنها بيتاميثازون فاليريت (بالإنجليزية: Betamethasone Valerate) وبيتاميثازون ديبروبيونات (بالإنجليزية: Betamethasone dipropionate).
- مينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil): وغالباً ما يُستخدم كعلاجٍ مساندٍ للعلاجات الأخرى، ومن آثاره الجانبية فرط نمو الشعر في منطقة الوجه (بالإنجليزية: Facial hypertrichosis) والتهاب الجلد التماسيّ (بالإنجليزية: Contact dermatitis).
- أنثرالين (بالإنجليزية: Anthralin): يجب تطبيق الأنثرالين يومياً وبتركيزٍ عالٍ وكافٍ للحصول على الأثر المرجوّ، أي بما يقارب (0.5%–1%)، وقد يتسبب هذا الدواء بصبغ الجلد والملابس وكذلك تهيّج الجلد.
- العلاجات المناعيّة الموضعيّة (بالإنجليزية: Topical immunotherapy).
- نظائر البروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandin analogs): وغالباً ما تُستخدم في حالات الثعلبة التي تصيب الرموش.
- الريتينويد الموضعي (بالإنجليزية: Topical retinoids): على الرغم من تسجيل نجاح استعمال هذا الدواء في بعض الحالات؛ إلا أنّ آلية عمله في علاج الثعلبة غير مفهومة إلى الآن، ولا تزال الحاجة لمزيد من الدراسات حول هذا الموضوع.
- البيكساروتين (بالإنجليزية: Bexarotene): قد يتسبّب بحدوث تهيّج بسيط كأثرٍ جانبيّ.
- الكابسيسين (بالإنجليزية: Capsaicin): تبيّن أنّ الشعر يعود للنمو بعد استعمال هذا الدواء لما يُقارب 12 أسبوعاً.
- خط العلاج الثاني: ومن الطرق التابعة لهذا الخط العلاجيّ:
- ليزر إكسيمر (بالإنجليزية: Excimer laser).
- المداواة الكيميائية الضوئية (بالإنجليزية: Photochemotherapy).
- دواء سلفاسالازين (بالإنجليزية: Sulfasalazine).
- خط العلاج الثالث: ومن الأدوية التابعة لها الخط العلاجيّ:
- الكورتيكوستيرويدات غير الموضعية (بالإنجليزية: Systemic corticosteroids): تُعدّ أكثر الأدوية الموصوفة لعلاج حالات الثعلبة الشديدة، وتجدر الإشارة إلى خطورة آثارها الجانبية كارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وزيادة الوزن، وغيرها الكثير.
- الميثوتركسيت (بالإنجليزية: Methotrexate)، ومن آثاره الجانبية نقص عدد خلايا الدم البيضاء، والغثيان المستمر، والارتفاع المؤقت في إنزيمات الكبد.
- السيكلوسبورين (بالإنجليزية: Ciclosporin)، ومن أعراضه الجانبية ارتفاع ضغط الدم، وتثبيط المناعة، واضطرابات الكلى.
- الآزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine).
المراجع
- ↑ "Alopecia Areata - Topic Overview", www.webmd.com, Retrieved December 18, 2017. Edited.
- ↑ "What you need to know about alopecia areata", www.naaf.org, Retrieved December 18, 2017. Edited.
- ↑ "Alopecia areata", www.aad.org, Retrieved December 18, 2017. Edited.
- ↑ "Alopecia Areata", www.healthline.com, Retrieved December 18, 2017. Edited.
- ↑ "Alopecia areata: a new treatment plan", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved December 18, 2017. Edited.